تأسس علم الأرصاد الجوية الحديث على يد الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث
الذي راعه فقدان عدد كبير من سفن
أسطوله في البحر الأسود نتيجة عاصفة مفاجئة هبت في أحد أيام نوفمبر من العام 1854م،
فأمر عدداً من ضباط البحرية وعلماء الجغرافيا بدراسة الظروف
التي أدت إلى هبوب هذه العاصفة، سعياً إلى توقع غيرها لاحقاً.وطوال العقود التالية
ظل علم الأرصاد الجوية يتطور،
وظل العلماء يكتشفون المزيد من العوامل والمؤثرات وأنماط تفاعلها
فيما بينها لصياغة حال الطقس في مكان معين وفي وقت محدد.وبحلول العام 1922م،
وضع العالم الإنجليزي فراي ريتشاردسون نظاماً قائماً على حسابات رياضية لتوقع حالة الطقس،
وتصوراً لإنشاء مركز قادر على إجراء الحسابات يضم 64 ألف موظف!!
ومع ذلك، ظلَّت توقعات الأرصاد تفتقر إلى الصدقية حتى ظهور جهاز الكمبيوتر.وحتى اليوم، ورغم الاعتماد
على الأقمار الصناعية في مراقبة الغلاف الجوي للأرض، وصولاً إلى الحرارة في أعماق المحيطات،
وأيضاً حركة الغيوم وسرعتها وقياس الضغط الجوي، وتحليل ذلك بواسطة أكثر البرامج
تطوراً على أجهزة الكمبيوتر،
تؤكد الدراسات والإحصاءات أنه في العقد الأول من القرن الحالي، ظلت نسبة الصحة
في توقع حالة الطقس لثلاثة أيام مقبلة في حدود %70 فقط من إجمالي التوقعات عالمياً.